• تصغير
  • تكبير

المذكرة المرفوعة إلى صاحب الجلالة

بسم الله الرحمن الرحيم

مولاي صاحب الجلالة،

بعد تقديم آيات الإخلاص والوفاء، يتشرف رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، أن يرفع إلى سامي علم جلالتكم أنه، بعد استئذان الجناب الشريف، عقد المجلس اجتماعه الخامس والعشرين، في إطار دورة عادية، يوم السبت 8 ربيع الثاني 1427 هـ موافق 06 ماي 2006م.

أولا- ركزت الكلمة الافتتاحية على النقاط التالية:

أ- المقاربة المتميزة التي اعتمدتها بلادنا، خلال مسار الحقيقة والإنصاف والمصالحة، برعاية خاصة من جلالتكم، لتسوية ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، مما يدعم الانتقال من مرحلة التوافق على الإصلاحات الأساسية لبناء مجتمع ديموقراطي حداثي إلى مرحلة توطيد المكتسبات وإرساء أسس المصالحة المتمثلة أساسا في استرجاع الثقة في حكم القانون والاحتكام إليه في حل الخلافات، مهما كانت طبيعتها وبواعثها.

ب- من بين النتائج الملموسة لهذا المسار، تقوية الترسانة القانونية في مواجهة خروقات حقوق الإنسان، خاصة من خلال تجريم التعذيب، وكذا التطور الملحوظ على مستوى التزامات بلادنا الدولية، خاصة برفع التحفظات عن بعض الاتفاقيات الدولية.

ج- مواصلة المسار الآخر الذي سبق للمجلس أن أطلقه لوضع خطة عمل وطنية للنهوض بثقافة حقوق الإنسان بالتشاور والحوار والشراكة مع مختلف الفاعلين، حيث تم الاتفاق على إحداث آلية للتتبع من طرفهم، وذلك إلى جانب ما يسعى المجلس أن يقوم به مركز التوثيق والإعلام والتكوين في مجال حقوق الإنسان، من إشعاع لهذه الثقافة على المستوى الوطني وبالمنطقتين الإفريقية والعربية.

د- العمل على توظيف مضامين وخلاصات تقرير 50 سنة من التنمية البشرية في توصيف الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في بلادنا وتطوير المقاربة الحقوقية في مجالات التنمية البشرية.

هـ- تطور حركة الإصلاحات التي تعرفها منظومة الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، سواء من حيث الأجهزة والبنيات أو من حيث ممارسة التقارير الدورية المقدمة إلى لجان المراقبة المحدثة بموجب الصكوك الدولية، مع انخراط المجلس في ديبلوماسية موازية ليس فقط للتعريف بالمكتسبات الوطنية، بل أيضا للمشاركة بتقديم الآراء والاقتراحات في مختلف الميادين موضوع تلك الإصلاحات.

ثانيا- استمع المجلس إلى كلمتي عضويه الجديدين:

السيد شكيب بنموسى، وزير الداخلية، الذي بعد تنويهه بالتعاون الجاد والمسؤول القائم بين الوزارة والمجلس، وتذكيره بالمجهودات المبذولة في التعاون مع هيئة الإنصاف والمصالحة من أجل معالجة ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، أشار إلى دعم الوزارة لمشروع الخطة الوطنية للنهوض بثقافة حقوق الإنسان ببلادنا، وعزمها في هذا السياق على عقد لقاء تشاوري حول التربية على حقوق الإنسان في صفوف الموظفين المكلفين بإعمال القانون التابعين لها، وكذا إلى انكباب هذه الأخيرة على مشروع اتفاقية شراكة وتعاون مع المجلس لتطوير برامج تدريس حقوق الإنسان والتحسيس بها في مراكز التكوين التابعة لها، وذلك بلورة للمفهوم الجديد للسلطة الذي دعت جلالتكم إليه؛

والسيد مولاي محمد العراقي، والي المظالم، الذي بعدما أشار إلى أن مؤسسة ديوان المظالم عاشت خلال السنتين الماضيتين مرحلة التأسيس، وانتقلت إلى مرحلة تفعيل الآليات الإدارية والقانونية من أجل القيام بمهامها بكيفية فعالة وناجعة، أعلن عن قرب تقديمه لأول تقرير إلى المجلس.

ثالثا- استعرض التقرير حول أنشطة المجلس خلال الفترة الممتدة من أواخر يوليوز 2005 إلى أواخر أبريل 2006، والذي قدمه الأمين العام، أهم تلك الأنشطة، سواء ما يدخل منها ضمن المهام الأصلية للمجلس وبرامجه المعتمدة، أو في مهام مركز التوثيق والإعلام والتكوين في مجال حقوق الإنسان، أو الأنشطة ذات الصلة بتفعيل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة تنفيذا للتكليف الملكي السامي.

رابعا- استمع المجلس إلى عرض منسق اللجنة المكلفة بتقصي الحقائق حول الأحداث المرتبطة بالهجرة غير القانونية، وذلك في انتظار استكمال إعداد تقرير تلك اللجنة في الموضوع.

خامسا- اطلع المجلس على ما تم القيام به من أنشطة ضمن المهام المنوطة بمختلف مجموعات عمله منذ الاجتماع السابق.
هذا، وقد تخللت سائر العروض التي تم تقديمها خلال الاجتماع الحالي مناقشات وافية لمختلف مواضيعها، والكل بما يعكس إرادة كافة الأعضاء في العمل على تطوير أنشطة المجلس بما يمكنه من المساهمة في تحقيق المزيد من المكتسبات في مجال حماية حقوق الإنسان والنهوض بها، معتزين في ذلك بالرعاية السامية والدعم المتواصل لجلالتكم.

حفظ الله مولاي صاحب الجلالة وأيده، وأقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وشد أزر جلالته بصنوه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وحفظه في باقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب.

والسلام على المقام العالي بالله ورحمته تعالى وبركاته.

وحرر بالرباط في يوم السبت 8 ربيع الثاني 1427هـ، موافق 06 ماي 2006م.

رئيس المجلس

إدريس بنزكري

أعلى الصفحة