السيد اليزمي يؤكد على ضرورة تقديــم صــورة إيجابيــة للمرأة تعكــس الأدوار الحقيقيــة والطلائعية التــي تضطلــع بهــا في مجتمعنا
"رغم الجهود التي ثم بدلها في مجال تحسين صورة المرأة في الإعلام سواء على المستوى التشريعي أو بعض الممارسات الفضلى إلا أن المجلس يسجل على غرار باقي المتدخلين، حجم التحديات التي ينغي الانخراط فيها لتقديــم صــورة إيجابيــة تعكــس الأدوار الحقيقيــة والطلائعية التــي تضطلــع بهــا النساء في مجتمعنا، وكذا التطور التي عرفته النساء كفاعلات أساسيات في التغيير وفي التنمية."
هذا ما جاء في كلمة ألقيت باسم السيد ادريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في لقاء حول "تنزيل المقتضيات القانونية الخاصة بصورة المرأة في الإعلام" نظمته وزارة الثقافة الاتصال يوم الجمعة 19 أكتوبر 2018 بالرباط.
وفي نفس الإطار، أكد السيد اليزمي في كلمته أنه حسـب التقاريـر الصـادرة عـن الهيئـة العليـا للاتصال السـمعي البصـري لم تتعدى نسبة مشاركة الشـخصيات العموميـة النسـائية فـي النشـرات الإخبارية فـي مجموع وسـائل الاتصال السـمعي البصـري 11.93 في المائة سـنة 2016، مقابـل 10.05 بالمائـة سـنة 2015، و5 بالمائـة سـنة 2013، مضيفا أن الأمر لا يختلف كثيرا على المستوى الدولي، حيث أظهرت دراسة أجريت في أكثر من 100 دولة أن 46 في المائة من الجرائد والإذاعات والقنوات التلفزية تحتوي على صور نمطية للمرأة وفقط 6 في المائة من المقالات تبرز المساواة بين الجنسين. وبالنسبة لتبوء مناصب القيادة في الحقل الإعلامي، أبرزت الدراسة أن الرجال يشغلون 73 في المائة من المناصب الإعلامية العليا (صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة).
هذا وشدد السيد اليزمي على أن الوعـي بـتقديـم المرأة بالشـكل الـذي يليـق بهـا في وسـائل الإعلام لـن يتأتى إلا بالرجوع لمقتضيات وروح دستور 2011 والإسراع بتنزيل مقتضياته خاصة منها إحداث هيئة المناصفة ومكافحة كافة اشكال التمييز كآلية دستورية للحماية والرصد والتوثيق والعمل على إذكاء الوعي لدى المتدخلين المعنيين عبر التكوين والتحسيس والتثقيف.
وبهذه المناسبة ذكر رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بدور المعهد الوطني للتكوين في مجال حقوق الإنسان - ادريس بنزكري في تقوية قدرات الفاعلين المؤسساتيين والإعلامين ومواكبتهم في المجال، معتبرا أن المعهد يعد بالنسبة للمجلس رافعة يعمل من خلالها على خلق دينامية تمكن مختلف الفاعلين من تملك مبادئ وقيم وثقافة حقوق الإنسان في بعدها الكوني والشمولي.