"أنا مختلف مثلك" شعار الحملة التواصلية الأولى من نوعها حول التوحد
في مبادرة هي الأولى من نوعها، أعطى تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد بالمغرب بدعم من المجلس الوطني لحقوق الإنسان وبتعاون مع الغرفة الفتية الدولية- فرع الرباط (JCI) والتحالف من أجل النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب، الانطلاقة للحملة الوطنية التواصلية الأولى حول التوحد والتي تحمل شعار "أنا مختلف... مثلك"، وذلك يوم الثلاثاء فاتح أبريل 2014 بمقر المجلس.
والتوحد، حسب دليل الأمراض لمنظمة الصحة العالمية، هو أحد اضطرابات النمو الشاملة، وتظهر أعراضه الأولى قبل سن الثلاث سنوات، وتشمل هذه الاضطرابات التفاعل الاجتماعي والتواصل والسلوك (النمطية والتكرار والعدوانية أو الانعزالية). وتنتج الاضطرابات التوحدية عن أداء غير عادي للدماغ والجهاز العصبي المركزي.
وتشمل هذه الحملة الوطنية عدة محطات أبرزها:
-تنظيم تظاهرة رفع الأضواء الزرقاء (رمز داء التوحد) إعلانا للتضامن العام والتفاعل مع انشغالات الأسر وتطلعاتها لضمان كرامة أبنائها المصابين بالتوحد،
-تنظيم قوافل جهوية مخصصة لإذكاء الوعي محليا بهذه القضية والتي ستشكل مناسبة لإثراء النقاش حول التوحد والنهوض بحقوق الأشخاص المعنيين، من جهة، و تقوية قدرات المتدخلين والأسر في مجال المرافقة والتأهيل، والتفاعل مع الديناميات المحلية من خلال اللجان الجهوية لحقوق الإنسان، من جهة أخرى،
-استغلال كافة المحطات و المنابر من أجل إذكاء الوعي بحقوق ذوي التوحد، ومناهضة الأحكام الجاهزة التي تشكل مصدرا للإقصاء و التمييز،
-المساهمة إلى جانب تحالف التوحد بالمغرب ووزارة التضامن و الأسرة و المرأة و التنمية الاجتماعية، في المؤتمر الدولي الأول حول التوحد الذي سينعقد يومي 29 و 30 أبريل بالرباط، و الذي سيكون مناسبة للتعريف بمستجدات البحث العلمي في هذا المجال و للانفتاح على مقاربات التربية والعلاج و التأهيل الفعالة و الناجعة.
وقد أشار السيد إدريس اليزمي، خلال الندوة الصحفية التي أقيمت بمناسبة إطلاق هذه الحملة، أن انخراط المجلس في هذه المبادرة يأتي اقتناعا منه بضرورة التصدي لكافة أشكال التمييز وتسليط الضوء على بعض القضايا التي لم تنل حظها من الاهتمام، وإعمالا لمقتضيات المادة 8 من الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة فيما يهم تنظيم حملات فعالة للتوعية العامة، والتي يكون من أهدافها "نشر وعي اجتماعي أعمق".
وقد أكد في هذا السياق على أهمية توفير التشخيص المبكر والتكفل التربوي والتأهيل المبكر والفعال، لأنها عناصر تمكن ذوي التوحد من العيش باستقلالية وتضمن لهم الحياة الكريمة والمشاركة الاجتماعية الكاملة، والتي من دونها تظل هذه الفئة معرضة للعزلة والإقصاء والحرمان.
وأبرزت السيدة أمينة معاد، رئيسة تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد بالمغرب، أن هذه المناسبة تعتبر فرصة للتأسيس لمنطلق جديد في التعاطي مع هذه الإعاقة، معتبرة أن نص دستور 2011 لمناهضة كافة أشكال التمييز على أساس الإعاقة، شكل دفعة قوية لمسار الأسر التي يعاني أحد أبنائها من إعاقة التوحد.
كما تم خلال اللقاء توقيع اتفاقية شراكة بين المجلس الوطني لحقوق الإنسان وتحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد بالمغرب. وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون بين الطرفين في مجال النهوض بحقوق الأشخاص المصابين بالتوحد وحمايتهم من خلال التحسيس بهذا المرض والتعريف به وتكوين الفاعلين المؤسساتيين في مجال حقوق هذه الفئة وإعداد مجموعة من الدلائل التعليمية والوسائل الأخرى حول هذا المرض، فضلا عن تعزيز القدرات التنظيمية والمؤسساتية لمنظمات أسر الأشخاص المصابين بالتوحد.
يذكر أنه منذ سنة 2008، صار العالم يخلد اليوم العالمي للتحسيس حول إعاقة التوحد في اليوم الثاني من شهر أبريل، حيث اعتمدت منظمة الأمم المتحدة التوصية 139/62 والتي عبرت من خلالها عن انشغالها العميق بالإشكالات والتحديات الكبرى التي يواجهها الأشخاص ذوو التوحد.