دعوات لمواصلة معركة الدفاع عن حقوق الإنسان في اختتام الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان
اختتمت زوال يوم الأحد 30 نونبر 201 أشغال الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان الذي احتضنته مدينة مراكش على مدى أربعة أيام.
واتسمت أشغال المنتدى، سواء على مستوى المنتديات الموضوعاتية أو الأنشطة الخاصة أو تلك المسيرة ذاتيا أو الدورات التكوينية أو مختلف التظاهرات الثقافية والفنية الأخرى، بالتعبير الحر، النقاش الهادئ والمحتدم، التظاهر، التضامن، التعبير عن رفض الخضوع، التوافق وعدم التوافق، التنوع، التعدد، الإجماع والاختلاف، كما شكلت مناسبة لتسليط الضوء على مختلف قضايا حقوق الإنسان والتحديات الراهنة المطروحة على البشرية في مجال حماية حقوق الإنسان والنهوض بها.
وقد حظي المنتدى بمتابعة مكثفة من لدن وسائل الإعلام كما تم تسجيل نحو 30 مليون نقرة عبر العالم في الموقع الإلكتروني للمنتدى وتابع نقاشاته عبر قناة تلفزية تم بثت برامجها على الانترنت حوالي 14 مليون شخص.
وفي سياق حديث السيدة نافي بلاي عن مساهمة دول الجنوب في تعزيز حقوق الإنسان بالعالم، أكدت المفوضة الأممية السابقة لحقوق الإنسان أن تنظيم البرازيل والمغرب، على التوالي، للدورة الأولى والثانية للمنتدى للعالمي لحقوق الإنسان واعتزام تنظيم الدورة الثالثة بالأرجنتين "لدليل على أن حقوق الإنسان ليست حكرا على مجموعة أو ثقافة أو حضارة بعينها ولكنها إرث مشترك للإنسانية جمعاء"، كما أشادت بالانخراط القوية لفاعلي المجتمع المدني في أشغال المنتدى وكذا انخراط الشباب المتطوع في تنظيمه، معربة عن أملها بأن يأخذ الشباب الكلمة في الدورة المقبلة وأن يكون لهم دور أكبر في تسيير النقاشات والمشاركة فيها.
من جانبه قال السيد ميشيل فورست، المقرر الأممي الخاص المعني بالمدافعين عن حقوق الإنسان، إن المدافعين عن حقوق الإنسان في العديد من دول العالم يوجدون في وضعية خطيرة وهم مهددون بشكل دائم ويتعرضون للتحرشات والتهديدات والسب والقذف والتجريم والحرمان من الحق في التجمع والعمل الحقوقي، بل وإلى الترهيب والانتقام والقتل، داعيا إلى الضغط على الحكومات من أجل الدفاع عن المدافعين عن حقوق الإنسان لانخراطهم التام وتضحياتهم من أجل تمتع الجميع بحقوقهم.
وفي كلمة ختامية، قال السيد ادريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إن الفاعلين المشاركين في المنتدى سيعودون ببلدانهم إلى "معركتهم اليومية من أجل ضمان الحرية والكرامة لكل إخوتنا في الإنسانية، وهم أكثر عزما على مواصلة النضال السلمي الموحد والمتنوع والمتسامح والمتقبل لكل الاختلافات، هاجسهم الأساس إدراك الحلم الذي يسكننا جميعا، ألا وهو وجود إنسانية أكثر أخوية وأكثر تضامنا تسودها حقوق الإنسان في كونيتها".
جدير بالذكر أن جلسة المنتدى الختامية تميزت بمشاركة فاعلين حقوقيين بارزين من بينهم ممثلة الأمين العام لمجلس أوروباّ، السيدة فيرينا تايلور، ورئيس الشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان، ميشال توبيانا، رئيس الفيدرالية الوطنية (المغربية) للصم والبكم، السيد عادل بنصالح، المقرر الأممي الخاص المعني بالمدافعين عن حقوق الإنسان، السيد ميشيل فورست، المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في التربية، رئيسة مؤسسة شكري بلعيد لمناهضة التعذيب (تونس)، السيدة بسمة خلفاوي بلعيد، والأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، حسين العباسي.
المنتدى العالمي لحقوق الإنسان: أرقام ودلالات
وحظيت قضايا المساواة بين الجنسين والمناصفة وحقوق الشباب والأطفال وحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة وحقوق المهاجرين وأهداف الألفية للتنمية بنقاش واسع وعميق داخل المنتدى.
وإجمالا شهد المنتدى العالمي لحقوق الإنسان حضور 7000 مشاركة ومشارك من 95 جنسية و750 متطوع و397 صحفي يمثلون وسائل إعلام ما يزيد عن 20 بلدا ، وعرف تنظيم 160 نشاطا منها 50 منتدى موضوعاتيا و41 نشاط مسيرا ذاتيا، 20 تظاهرة ثقافية و18 نشاطا داخليا و11 ورشة تكوينية و6 معارض.