افتتاحية
ظل المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان لوقت طويل يعتمد التواصل الظرفي في بعض المناسبات. وتأتي هذه النشرة الإخبارية الخاصة بالمجلس، علاوة على وسائل أخرى، استجابة للهاجس الذي يساورنا في اعتماد مقاربة تواصلية موسعة يمكن أن تساهم في النقاش الاجتماعي.وفضلا عن الموقع الإلكتروني للمجلس ومنشوراته الأخرى، فإننا نعتقد أن النشرة الإخبارية الشهرية ستمكن من إخبار مختلف الفاعلين بمختلف المشاريع التي يتبناها المجلس وبسيرها على أرض الواقع، كما ستسمح بالمشاركة في النقاش الوطني والدولي حول حقوق الإنسان وتطورها.
ولأن التواصل في مجال حقوق الإنسان لا يعني فقط التعبير عن المواقف وإنما أيضا وضع شروط النقاش حول مشروع مجتمعي ما واكتساب الوسائل الضرورية لنشر القيم التي تدعمه؛ إنه يعني وضع اللبنات الأساسية للتقدم نحو مجتمع حقوق الإنسان والديمقراطية بشراكة مع جميع الفاعلين، كل حسب دوره؛ إنه يعني فتح ورش البناء معا حيث الدعوة موجهة لجميع الفاعلين للنقاش والتفاعل: الحكومة والمجتمع المدني والأحزاب السياسية والمثقفون والفنانون ووسائل الإعلام...
وفي عددنا الأول، اخترنا التركيز على ورشين كبيرين ومهيكلين هما الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان وخطة العمل الوطنية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان. إن هذين الورشين كبيران من حيث مداهما ومن حيث عدد الفاعلين المعبئين من خلالهما؛ ومهيكلان لأن تفعيلهما سيشكل تتويجا لجميع المبادرات التي قام بها المغرب في المجال. إن الأرضية والخطة مشروعان مستقبليان ومتكاملان وموجهان لخدمة ورش واحد في نهاية المطاف. ويشمل الملف المرافق مقالات أخرى عن مختلف أنشطة المجلس.
نتمنى من خلال هذه النشرة أن نساهم في الرقي بالتواصل داخل المجلس من جهة وبين المجلس ومختلف الشركاء من جهة أخرى.
أحمد حرزني ، رئيس المجلس