المذكرة المرفوعة إلى صاحب الجلالة حول تكوين هيئة التحكيم المستقلة
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم سيدي أعزك الله
ببالغ الخشوع والاجلال، والامتنان والإكبار، يتشرف خدام الأعتاب الشريفة، رئيس وأعضاء المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، بأن يرفعوا الى السدة العالية بالله، المنصورة بدائم رعايته، والمشمولة بكامل تأييده، أنهم عقدوا جلسة تكميلية بتاريخ 18ربيع الأول 1420 هـ الموافق 2 يوليوز 1999م في اطار اجتماع المجلس الثالث عشر وتبعا له، من أجل تنفيذ الأمر المولوي المطاع الناتج عن الموافقة السامية على الرأي الاستشاري الصادر عن الاجتماع المذكور، لاتخاذ الاجراءات المطلوبة، واختيار السبل المحمودة لاقتراح رئيس وأعضاء الهيئة التحكيمية للقيام بالمهمة الموكولة اليها في الرأي الاستشاري الذي أصبح أمرا مولويا مطاعا، وكذا من أجل دراسة المذكرة الجوابية للرد على إدعاءات إحدى المنظمات الدولية، المتعلقة بحقوق الإنسان في سائر أقاليمنا الـوطنيـة.
وفي جو تطبعه روح الاخلاص والتشاور، والمسؤولية، والحوار الموضوعي والجدية، تدارس خدامكم الأوفياء أعضاء المجلس الاستشاري مختلف النقط الواردة في جدول أعمالهم، مسترشدين في مناقشاتهم ومداولاتهم بأفكار ودرر جلالتكم الحكيمة، وتوجيهاتكم السامية السديدة، الهادفة إلى حماية حقوق الفرد والجماعة وتنميتها، وتوفير الطمأنينة والاستقرار لرعاياكم الأوفياء وضمان استمرارها، وذلك في إطار دولة الحق والقانون التي رسختم أركانها وثبتم قواعدها، ونشرتم في سائر مملكتكم ظلالها.
وإن خدام الأعتاب الشريفة رئيس وأعضاء المجلس، ليلتمسون الإذن لهم في أن يرفعوا إلى المقام العالي بالله ما يلي:
1) إن أعضاء المجلس يامولاي والشرف يحيط بهم، والافتخار يتملكهم، ليعبرون من جديد لمولانا الإمام أطال الله عمره وبقاءه، وأدام عليه تأييده ونصره، عن عظيم امتنانهم، وعميق عرفانهم لما خصصتهم به الجلالة الشريفة من سابغ الرعاية، وما توليه لأعمالهم ومقترحاتهم من سامي الرضى والعناية، وإنهم ليحتفظون مدى الدهر والأيام بما كرمهم به مولانا من شرف لايضاهى، واعتزاز لا يباهى، تضمنتها لكل واحد منهم الرسائل السامية التي البستهم حلة الرضى الرفيعة العالية.
2) إنهم قد درسوا بكامل الوعي والمسؤولية، وبما يتطلبه الأمر من جدية وموضوعية، الإجراءات العملية الثمينة بتنفيذ الأمر الملكي المطاع، القاضي بالموافقة السامية على مقترحات اجتماعهم الثالث عشر، الرامية إلى إحداث هيأة تحكيم مستقلة، تتولى تقدير التعويض المترتب عن الضرر المادي والمعنوي الناجم عن واقعة الاختفاء القسري ضمن نتائج الاجتماعين الثاني والثالث عشر للمجلس، فاستقر الرأي في توافق وتراضي، على اقتراح تكوين الهيأة المذكورة على النحـو الآتـي:
أ- ثلاثة قضاة من المجلس الأعلى وهم السادة:
أحمد الـسـراج، رئيسا؛
محمد سعيد بناني عضوا؛
ادريس بلمحجـوب عضوا؛
ب- أربعة أعضاء من المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان كأعضاء في الهيئة المذكورة وهم السادة :
النقيب محمد مصطفىالريسوني، (رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب وممثل لها بالمجلس)؛
النقيب عبد العزيز بنزاكور، (ممثل حزب التقدم والاشتراكية بالمجلس)؛
النقيب محمد الصديقي، (ممثل المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بالمجلس)؛
عبدالله الفردوس، (ممثل حزب الاتحاد الدستوري بالمجلس)؛
ج- محيي الدين أمزازي (عامل بوزارة الداخلية، ممثل لهذه الوزارة بالهيئة)؛
د- محمد ليديدي (مدير إدارة السجون وإعادة الإدماج، رئيس غرفة بالمجلس الأعلى، ممثل لوزارة العدل بالهيئة)؛
واستـقـر الـرأي وفـق نفس الـروح على اقتراح مايلـي:
فتح أجل حاسم لتلقي طلبات التعويض ممن يدعي استحاق هذا التعويض ينتهي في متم شهر دجنبر سنته؛
إسناد مهمة وضع مشروع نظام داخلي ليؤطر عمل ومداولات هيأة التحكيم إلى الهيأة نفسها، يعرض بعد ذلك على أنظار لجنة التنسيق والمتابعة بالمجلس الاستشاري التي تضم رؤساء ومقرري مجموعات العمل بالمجلس وشخصيات أخرى.
3) درس أعضاء المجلس بعناية وتمحص، وتدقيق وتفحص، مشروع المذكرة الجوابية التقويمية للتقرير الموضوعاتي لمنظمة العفو الدولية الذي عنونته: «المغرب/ الصحراء الغربية، طي الصفحة: الانجازات والعقبات 22 يونيو 1999» بعدما أرجىء نشره من طرف المنظمة بناء على تدخلات المجلس وملاحظاته.
وبعد إدخال التنقيحات المطلوبة التي تقدم بها بعض الأعضاء، قرر المجلس بإجماع أعضائه اعتماد المذكرة الجوابية المذكورة، واقتراح توجيهها للمنظمة، بما تضمنته من حجج ووثائق، تضحد كل الإدعاءات الواردة في تقريرها.
ولسيدنا المنصور بالله الرأي السديد، والتوجيه الرشيد، وقوله الفصل الحكم، دام له النصر والتمكين.
حفظ الله مولانا الإمام بما حفظ به الذكر الحكيم، وأدام عليه نعمة الصحة والعافية في الحل والترحال والحال والمآل، وأحاطه بسياج من الطافه الخفية، وأقر عينه بولي العهد المحبوب الأمير الجليل سيدي محمد وصنوه السعيد المولى الرشيد وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة إنه سميع مجيب.
والسلام على المقام العالي بالله ورحمته تعالى وبركاته.
وحرر بالرباط يوم الجمعة 18ربيع الأول 1420هـ الموافق 2 يوليوز 1999م
الخديم الـوفـي
رئيس المجلس
إدريس الضحاك