التربية على حقوق الإنسان : الفهم سبيل العمل المشترك
دليل المدرس(ة) للتربية على حقوق الإنسان في الفضاء الفرانكفوني
يعمل المجلس الوطني لحقوق الإنسان، باعتباره مؤسسة وطنية لحقوق الإنسان، على نشر وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وتملك المجتمع لثقافة حقوقية تتجلى في مواقف و ممارسات تحترم قيم و معايير حقوق الإنسان و تظهر في السلوكيات والحياة اليومية للمواطنات والمواطنين، ولاسيما من خلال المؤسسات التعليمية باعتبارها أحد الفاعلين الأساسيين في مجال التربية. كما أن من مهام المجلس المساهمة في تنمية قدرات مختلف المتدخلين عبر برامج للتكوين والتكوين المستمر في مجال حقوق الانسان.
ومن هذا المنطلق يولي المجلس أهمية خاصة لنشر ثقافة حقوق الإنسان داخل المؤسسات التعليمية باعتبارها موطنا للأجيال الصاعدة التي يراهن عليها المغرب والبلدان الناطقة بالعربية، سواء في نشر قيم وثقافة حقوق الإنسان في محيطها الاجتماعي أو في تعزيز و تطوير المكتسبات في مجال حقوق الإنسان، مع الحرص على مواجهة التحديات التنموية المستقبلية المطروحة بقوة، فالتربية هي أحد الروافع الأساسية للنهوض بثقافة حقوق الإنسان انسجاما مع توصيات الأمم المتحدة المتعلقة بهذا المجال.
وفي هذا الإطار قاد المجلس دينامية وطنية لإعداد مشروع مهيكل لنشر ثقافة حقوق الإنسان هو «الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان» تستجيب لهدف مجتمعي يقوم على ترسيخ قيم حقوق الإنسان في المجتمع والعمل على تملك أفراده لتلك القيم. ومن ضمن المحاور المترابطة و المتفاعلة فيما بينها في هذا المشروع : التربية والتكوين باعتبارهما أحد المداخل الأساسية لخلق دينامية مجتمعية تمكن من تملك قيم وثقافة حقوق الإنسان من طرف مختلف مكونات المجتمع أفرادا وجماعات ومؤسسات.
ومن العمليات المقترحة في محور التربية تطوير ملاءمة المضامين والمناهج والعلاقات التربوية مع ثقافة حقوق الإنسان وإنتاج دعامات بيداغوجية للتربية على حقوق الإنسان ضمن إطار مرجعي مؤطر للفعل التربوي من منطلق مبادئ وقيم حقوق الإنسان.
وهذا ما يُيسره ويساهم في تفعيله «دليل المدرس(ة) للتربية على حقوق الإنسان في الفضاء الفرنكفوني» الصادر عن المنظمة الدولية للفرنكفونية، حيث قرر المجلس، في إطار علاقات التعاون والشراكة مع المنظمة المذكورة، نقله إلى اللغة العربية لوضعه رهن إشارة البلدان العربية الأعضاء في هذه المنظمة مع ملاءمته مع السياقات السوسيوثقافية التي تعرفها هذه المجتمعات، مساهمة في استدماج مبادئ و قيم حقوق الإنسان في الأنشطة التعليمية داخل مؤسسات التربية والتعليم، وبالتالي وضعه رهن إشارة مختلف المؤسسات التعليمية في البلدان الناطقة باللغة العربية.