أطفال يناقشون حقوق الإنسان بالعيون ويترافعون بقوة من أجل حقوق الطفل
في إطار فعاليات "جائزة ناشئة الفكر الحقوقي 2014" احتضنت جماعة فم الواد بالعيون، يومه السبت 13 دجنبر 2014، ورشة تكوينية حول الآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان، لفائدة التلميذات والتلاميذ الذين اجتازوا المباراة الجهوية النهائية لنيل جائزة اللجان الجهوية الثلاث بالأقاليم الجنوبية، سرعان ما تحولت لفضاء لمرافعة الأطفال من أجل تعزيز وضمان احترام حقوق الطفل والنهوض بها.
تبقى ظاهرة تشغيل الأطفال من بين أهم القضايا التي طرحها المشاركات والمشاركون بشكل عرضاني في هذه الورشة التكوينية (36 طفلا، 78% من الإناث)، أطرها السيد بوشعيب دولكيفل، مستشار بمديرية النهوض بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، غير متقبلين لمنطق تشغيل أطفال في عمر الزهور وتحميلهم أعباء ومسؤوليات لا تتناسب البتة مع سنهم.
ومن بين التوصيات التي تضمنتها تقارير مقررات جلسات الورشة تعزيز عمل جمعيات المجتمع المدني ودوره لرصد المشاكل المؤدية إلى تشغيل الأطفال وتنظيم ورشات تحسيسية في المجال للآباء والأبناء وكذا تعبئة الموارد والتبرعات لمساعدة الأطفال في وضعية اقتصادية هشة.
أما التوصيات التي وجهها الأطفال للسلطات المعنية فهمت السهرعلى تأسيس لجان تنكب على معالجة الظاهرة، خاصة تشغيل الخادمات القاصرات، وتشريع قوانين تكفل تنفيذا فعليا لكل مقتضيات الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ومنع وتجريم تشغيل الأطفال دون السن القانوني وفرض عقوبات زجرية صارمة على مشغليهم، بالإضافة إلى ضمان الولوج إلى تعليم ميسر وذي جودة. كما دعا المشاركون الشباب والأطفال أنفسهم إلى المساهمة في القضاء على ظاهرة تشغيل الأطفال، خاصة من خلال خلق فضاءات للتوعية والتحسيس واستغلال شبكات التواصل الاجتماعي في رصد الأوضاع والإشكالات المرتبطة بالظاهرة ومناقشتها.
ومن أبرز النقاط التي ركز عليها الأطفال كذلك، حق الطفل في الحماية من جميع أشكال العنف، نفسيا كان أم جسديا، ووضع تدابير فعالة لمحاربتها والوقاية منها، علاوة على الحق في الرعاية والصحة والحماية من أي استغلال سواء كان اقتصاديا أو جنسيا أو بأي شكل من الأشكال، دون إغفال حقوق الطفل في وضعية إعاقة، مشددين على أهمية التكفل بالأطفال في وضعية إعاقة، وفق مقاربة قائمة على حقوق الإنسان، واحترام كرامتهم وكذا على ضرورة المواكبة النفسية للأمهات العازبات، من قبل الحكومة والمجتمع المدني، لأن الطفل لا يتحمل، ولا يجب أن يتحمل، أي مسؤولية عن "أخطاء" الآباء قبل الأمهات.
أطفال ترافعوا عن حقوقهم وحقوق أقرانهم بأريحية، لا يحتاجون سوى بعض من التأطير والتتبع والمواكبة، على الخصوص بأندية المواطنة وحقوق الإنسان، ليسيروا مدافعين أكفاء عن حقوق الإنسان بشكل عام، وهو ورش انخرط فيه تفعيله المجلس الوطني لحقوق الإنسان ولجانه الجهوية بشكل بارز، من أجل مستقبل حقوق الإنسان بالمغرب.
مقررات جلسات الورشة التكوينية